قوله : { وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } ، أي لا علم لي فيه ؛ وقال مجاهد : الروح خلق من خلق الله تعالى ، له أيْدٍ وأرجل ؛ وقال مقاتل : الروح ملك عظيم على صورة الإنسان ، أعظم من كل مخلوق . وروى معمر ، عن قتادة والحسن أنهما قالا : الروح هو جبريل ؛ وقال قتادة : كان ابن عباس يكتمه ، أي يجعله من المكتوم الذي لا يفسر .
وروى الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود أنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من اليهود ، فقال بعضهم : سلوه عن الروح ، وقال بعضهم : لا تسألوه . فقالوا : يا محمد ما الروح ؟ فقام متوكئاً على عسيب ، فظننت أنه يوحى إليه ، فنزل : { وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } ، فقال بعضهم لبعض : قد قلنا لكم لا تسألوه .
ويقال : الروح ، القرآن كقوله : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا } وروي في بعض الروايات ، عن ابن عباس أنه قال : الروح ملك له مائة ألف جناح ، وكل جناح لو فتحه يأخذ ما بين المشرق والمغرب ؛ ويقال : إن جميع الملائكة تكون صفاً واحداً والروح وحده يكون صفاً واحداً ، كقوله : { يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن وَقَالَ صَوَاباً } [ النبأ : 38 ] واحداً ويقال : معناه { يسألونك عن الروح } الذي هو في الجسد ، كيف هو ؟ قل : الروح من أمر ربي ؛ ويقال : الروح جبريل ؛ كقوله : { نَزَلَ بِهِ الروح الأمين } [ الشعراء : 193 ] أي يسألونك عن إتيان جبريل كيف نزوله عليك ؟ { قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى } . { وَمَا أُوتِيتُم مّن العلم إِلاَّ قَلِيلاً } ، أي ما أعطيتموه من العلم مما عند الله إلاَّ يسيراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.