بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةٗ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (94)

{ قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ الله خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ } أي الجنة . وذلك أن اليهود كانوا يقولون : إن الجنة لنا خاصة من دون سائر الناس . قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم : إن كان الأمر كما يقولون إن الجنة لكم خالصة خاصة . { فَتَمَنَّوُاْ الموت } ، أي سلوا الله الموت { إِن كُنتُمْ صادقين } أن الجنة لكم . فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " قُولُوا إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ : اللَّهُمَّ أَمِتْنَا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَقُولُهَا رَجُلٌ مِنْكُمْ إلاّ غَصَّ بِرِيقِهِ " ، يعني يموت مكانه . فأبوا أن يقولوا ذلك ، فنزل قوله تعالى : { وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ }