بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ} (119)

قوله تعالى : { إِنَّا أرسلناك بالحق بَشِيرًا وَنَذِيرًا } ، أي بالقرآن . ويقال { بالحق } يعني بالدعوة إلى الحق . ويقال : بالحق أي لأجل الحق . ويقال : أي بالدعوة إلى الحق . ويقال : ببيان الحق . { بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أصحاب الجحيم } ؛ قرأ نافع { وَلاَ تُسْأَلُ } بنصب التاء وجزم اللام ، والباقون بضم التاء واللام . فمن قرأ بالرفع ، فمعناه أنك إذا بلغت الرسالة ، فإنك قد فعلت ما عليك ، { ولا تُسْأَلُ عن أصحاب الجحيم } عما فعلوا ، وهذا كما قال في آية أخرى : { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ وَعَلَيْنَا الحساب } [ الرعد : 4 ] وأما ومن قرأ بالنصب ، فهو على معنى النهي ، أي { لا تَسألْ عن أصحاب الجحيم } أي عما فعلوا . قال القاضي الخليل بن أحمد : أخبرنا الديلمي قال : أخبرنا أبو عبيد الله قال : حدثنا سفيان ، عن موسى بن عبيدة الربذي ، عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لَيْتَ شِعْرِي مَا فُعِلَ بأَبَوَيَّ » فنزلت هذه الآية { إِنَّا أرسلناك بالحق بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْئَلُ عَنْ أصحاب الجحيم } الآية .