قوله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهلة } . الأهلة : جمع هلال واشتقاقه من قولهم : استهل الصبي إذا صاح ؛ وأهلّ بالحج : أي رفع صوته بالتلبية . وكذلك الهلال يسمى هلالاً ، لأنه يهل الناس بذكره أي يرفعون الصوت عند رؤيته ؛ وإنما سمي الشهر شهراً لشهرته . وقال الضحاك في معنى الآية : إن المسلمين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خرص النخيل والتصرف في زيادة الشهر ونقصانه ، فنزلت هذه الآية : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهلة } .
{ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والحج } ، أي التصرف في حال زيادته ونقصانه سواء . قال ابن عباس في رواية أبي صالح : نزلت هذه الآية في شأن معاذ بن جبل ، وثعلبة بن غنمة الأنصاري ، لأنهما قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقاً مثل الخيط ، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ، ثم ينقص ؟ فنزلت هذه الآية : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهلة قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والحج } أي هي : علامات للناس في حل ديونهم وصومهم وفطرهم وعدة نسائهم ووقت الحج .
ثم قال تعالى : { وَلَيْسَ البر بِأَن تَأْتُواْ البيوت مِن ظُهُورِهَا ولكن البر مَنِ اتقى } ؛ قال الضحاك : وذلك أن الكفار كانوا لا يدخلون البيت في أشهر الحج من بابه ، وكانوا يدخلونه من أعلاه ، فنزلت هذه الآية . وقال ابن عباس في رواية أبي صالح : وذلك أن الناس كانوا في الجاهلية وفي أول الإسلام ، إذا أحرم رجل منهم قبل الحج ، فإن كان من أهل المدن يعني من أهل البيوت ، ثقب في ظهر بيته فمنه يدخل ومنه يخرج ، أو يضع سلماً فيصعد منه وينحدر عليه ؛ وإن كان من أهل الوبر يعني من أهل الخيام ، يدخل من خلف الخيمة إلا من الحمس . وإنما سموا الحمس ، لأنهم يحمسون في دينهم ، أي شددوا على أنفسهم ، فحرموا أشياء أحلها الله لهم ، وحللوا أشياء كانت حراماً على غيرهم وهو الدخول من الباب . فنزلت هذه الآية : { وَلَيْسَ البر أنٍ تَأْتُواْ البيوت مِن ظُهُورِهَا } ، يعني ليس التقوى بأن تأتوا البيوت من خلفها إذا أحرمتم . { ولكن البر } ، يعني التقوى { مَنِ اتقى } ، أي أطاع الله واتبع أمره . ويقال : ولكن ذو البر من اتقى الشرك والمعاصي .
ثم قال تعالى : { وَأْتُواْ البيوت مِنْ أبوابها } ، يعني ادخلوها محلين ومحرمين . { واتقوا الله } ولا تقتلوا الصيد في إحرامكم ؛ وهذا قول الكلبي . وقال مقاتل : { واتقوا الله } ولا تعصوه . { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، أي تنجون من العقوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.