بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (191)

{ واقتلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } ، أي حيث وجدتموهم في الحل والحرم ، والشهر الحرام . فأمرهم الله تعالى بقتل المشركين الذين ينقضون العهد وقوله : { وَأَخْرِجُوهُمْ مّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ } من مكة { والفتنة } ، أي الشرك بالله { أَشَد } ، أي أعظم عند الله { مِنَ القتل } في الشهر الحرام . { وَلاَ تقاتلوهم عِندَ المسجد الحرام } ، أي في الحرم ، { حتى يقاتلوكم فِيهِ } ، أي يبدؤوكم بالقتال . { فَإِن قاتلوكم } ، أي بدؤوكم بالقتال { فاقتلوهم كذلك جَزَاء الكافرين } ، أي هكذا جزاؤهم القتل في الحرم وغيره . قرأ حمزة والكسائي : { وَلاَ تقاتلوهم } بغير ألف { حتى يقاتلوكم } ، { فَإِن قاتلوكم } . وقرأ الباقون في هذه المواضع الثلاثة : بالألف . فمن قرأ بالألف فهو من المقاتلة ؛ ومن قرأ بغير ألف فمعناه لا تقتلوهم حتى يقتلوا منكم .