بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (199)

وكانت قريش لا تخرج من الحرم إلى عرفات ، وكان الناس يقفون خارج الحرم من كان من أهل اليمن وغيرهم بعرفات ، ويفيضون منها . فأمر الله تعالى قريشاً أن يقفوا من حيث وقف الناس ، ويفيضوا من حيث أفاض الناس ؛ فقال تعالى : { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الناس واستغفروا الله } تعالى لذنوبكم في الموقف .

{ إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } متجاوز عن ذنوبكم . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج بالناس جميعاً إلى عرفات فيقف بها . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إنَّ الله تَعَالَى يُبَاهِي مَلائِكَتَهُ بِأَهْلِ عَرَفَات وَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلى عِبَادِي جَاؤُوا مِنْ كُلِّ فَجَ عَمِيقٍ شُعْثاً غُبْراً . اشْهَدُوا ، أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ »