ثم قال تعالى : { فَإِذَا قَضَيْتُم مناسككم } ، أي فرغتم من أمر حجكم { فاذكروا الله } باللسان { كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ } في ذلك الموقف { أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا } ؛ يقول : أو أكثر ذكراً ، وذلك أن العرب كانوا إذا فرغوا من حجهم ، وقفوا بين المسجد الذي بمنى وبين الجبل ، ثم ذكر كل واحد منهم أباه بما كان يعلم منه من الخير ثم يتفرقون ، قال الله تعالى : فَاذْكُرُونِي بالخير { كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ } بالخير ، فإن ذلك الخير مني . وقال عطاء بن أبي رباح : قوله : { كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ } هو كقول الصبي : أبه أبه ، يعني أن الصبي إذا كان أول ما يتكلم فإن أكثر قوله : أب أب . ويقال { فاذكروا الله كذكركم } آباءكم لأبيكم آدم ، لأنه لا أب له ، بل { أشد ذكرا }ً ، لأني خلقته من غير أب ولا أم وخلقتكم من الآباء والأمهات .
ثم قال تعالى : { فَمِنَ الناس مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدنيا } ، وهم المشركون كانوا يقولون إذا وقفوا : اللهم ارزقنا إبلاً وبقراً وغنماً وعبيداً وإماءً وأموالاً ، ولم يكونوا يسألون لأنفسهم التوبة ولا المغفرة ، فأنزل الله تعالى : { فَمِنَ الناس مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدنيا } . { وَمَا لَهُ فِي الآخرة مِنْ خلاق } ، أي من نصيب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.