بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (232)

{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النساء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } ، يقول : انقضت عدتهن ؛ { فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ } ، يقول : لا تحبسوهن ولا تمنعوهن { أَن يَنكِحْنَ أزواجهن إِذَا تراضوا بَيْنَهُم بالمعروف } بمهر ونكاح جديد وذلك أن معقل بن يسار كانت أخته تحت أبي الدحداح ، فطلقها وتركها حتى انقضت عدتها ، ثم ندم فخطبها فرضيت ؛ وأبى أخوها أن يزوجها له وقال لها : وجهي من وجهك حرام إن تزوجتيه .

فنزلت هذه الآية : { فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أزواجهن إِذَا تراضوا بَيْنَهُم بالمعروف ذلك يُوعَظُ بِهِ } ، أي يؤمر به . { مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر } ، أي يصدق بالله واليوم الآخر { ذلكم أزكى لَكُمْ } ، يعني خير لكم ويقال : أصلح لكم ، { وَأَطْهَرُ } من الريبة .

{ والله يَعْلَمُ } من حب كل واحد منهما لصاحبه { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك . ويقال : ذلكم أطهر لقلوبكم من العداوة ، لأن المرأة تأتي الحاكم فيزوجها ، فتدخل في قلوبهم العداوة والبغضاء . وقال الضحاك : { والله يعلم } أن الخير في الوفاء والعدل ، { وأنتم لا تعلمون } ما عليكم بالتفريق من العقوبة ومن العذاب . وقال مقاتل : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم معقلاً ، وقال : « إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنَاً فَلَا تَمْنَعْ أُخْتَكَ عَنْ أَبِي الدَّحْدَاحِ » ، فقال : آمنت بالله وزوجتها منه وفي هذه الآية دليل أن الولي إذا منع المرأة عن النكاح ، كان للحاكم أن يزوجها .