بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ} (32)

قوله تعالى : { قَالُواْ سبحانك لاَ عِلْمَ لَنَا } ، نزّهوه وتابوا إليه من مقالتهم ، ومعناه سبحانك تبنا إليك من مقالتنا فاغفر لنا { لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا } أي ألهمتنا . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «سُبْحَانَ الله ، تَنْزِيهُ الله عَنْ كُلِّ مَا لا يَلِيقُ بِهِ » . وقال بعض أهل اللغة : اشتقاقه من السباحة ، لأن الذي يسبح يباعد ما بين طرفيه ، فيكون فيه معنى التبعيد . وقال بعضهم : هذه لفظة جمعت بين كلمتي تعجب ، لأن العرب إذا تعجبت من شيء قالت : حان ، والعجم إذا تعجبت من شيء قالت : سب ؛ فجمع بينهما فصار : سبحان .

وقوله تعالى : { إِنَّكَ أَنتَ العليم الحكيم } ، يعني أنت العليم بما يكون في السموات والأرض ، { الحكيم } في أمرك ، إذا حكمت أن تجعل في الأرض خليفة غيرنا . ويقال : معناه { العليم الحكيم } على وجه الحكمة التي تدرك الأشياء بحقائقها ، وكان حكمه موافقاً للعلم .