وهو قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآدَمَ } ، فأصل السجود في اللغة : هو الميلان والخضوع ، والعرب تقول : سجدت النخلة إذا مالت ، وسجدت الناقة إذا طأطأت رأسها ومالت . وإنما كانت تلك سجدة التحية لا سجدة العبادة ، وكانت السجدة تحية لآدم عليه السلام وطاعة لله عز وجل { فَسَجَدُواْ } كلهم { إِلاَّ إِبْلِيسَ } . يقال : إبليس اسم أعجمي ولذلك لا ينصرف وهو قول أبي عبيدة . وقال غيره : هو من أبلس يبلس إذا يئس من رحمة الله ، وكذا قال ابن عباس في رواية أبي صالح : أنه أيئسه من رجسته . وكان اسمه عزازيل ويقال : عزاييل ؛ وإنما لن ينصرف لأنه لا سمي له فلا يستثقل فاشتُقّ . وقال ابن عباس رضي الله عنه : إنما سمي آدم ، لأنه خلقه من أديم الأرض . وروي عن قطرب أنه قال : هذا الخبر لا يصح لأن العربية لا توافقه . وقال بعض أهل اللغة : مأخوذ من الأدمة ، وهو الذي يكون من لونه سمرة . { إِلاَّ إِبْلِيسَ أبى واستكبر } أي امتنع عن السجود تكبراً : معناه أن كبره منعه من السجود .
وقوله : { وَكَانَ مِنَ الكافرين } أي وصار من الكافرين ، كما قال في آية أخرى { قَالَ سآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الماء قَالَ لاَ عَاصِمَ اليوم مِنْ أَمْرِ الله إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الموج فَكَانَ مِنَ المغرقين } [ هود : 43 ] ، أي صار من المغرقين . وقال بعضهم : { كان من الكافرين } ، أي كان في علم الله من الكافرين ، يعني أنه يكفر . وبعضهم قال بظاهر الآية كان كافراً في الأصل . وهذا قول أهل الجبر . وقالوا : كل كافر أسلم ظهر أنه كان مسلماً في الأصل ، وكل مسلم كفر ظهر أنه كان كافراً في الأصل ، لأنه كان كافراً يوم الميثاق . ألا ترى أن الله تعالى قال في قصة بلقيس { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ الله إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كافرين } [ النمل : 43 ] ولم يقل إنها كانت كافرة ، وقال في قصة إبليس { وَكَانَ مِنَ الكافرين } . وقال أهل السنة والجماعة : الكافر إذا أسلم كان كافراً إلى وقت إسلامه ، وإنما صار مسلماً بإسلامه إلا أنه غفر له ما قد سلف . والمسلم إذا كفر كان مسلماً إلى ذلك الوقت ، إلا أنه حبط عمله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.