{ قالوا } متبرئين من العلم { سبحانك }{[1617]} أي ننزهك تنزيهاً {[1618]}يجل عن الوصف{[1619]} عن أن ننسب{[1620]} إليك نقصاً في علم أو صنع ، ونتبرأ إليك مما يلزم قولنا من ادعاء العلم لسواك . {[1621]}
قال الحرالي : وفي هذا المعنى إظهار لفضلهم وانقيادهم وإذعانهم توطئة لما يتصل به من إباء إبليس - انتهى . والحاصل أنه تصريح بتنزيه الله تعالى عن النقص وتلويح بنسبته إليهم اعتذاراً منهم عما وقعوا فيه ، ولذا قالوا : { لا علم لنا } أي أصلاً{[1622]} { إلا ما علمتنا }{[1623]} فهو دليل على أنه لا سبيل إلى علم شيء من الأشياء إلا بتعليم الله . قال الحرالي{[1624]} : رداً لبدء الأمر لمن له البدء{[1625]} ، ولذلك ورد في أثارة{[1626]} من علم : من لم يختم{[1627]} علمه بالجهل لم يعلم ، وذلك الجهل هو البراءة من العلم إلا ما علم الله - انتهى .
ثم خصوه بما نفوه عن أنفسهم فقالوا : { إنك أنت } أي وحدك { العليم } {[1628]}أي العالم بكل المعلومات{[1629]} { الحكيم } أي فلا يتطرق{[1630]} إلى صنعك فساد بوجه{[1631]} فلا اعتراض أصلاً{[1632]} قال الحرالي : توكيد وتخليص وإخلاص للعلم والحكمة لله وحده ، وذلك من أرفع الإسلام ، لأنه إسلام القلوب ما حلاها الحق سبحانه{[1633]} به ! فإن العلم والحكمة نور القلوب الذي تحيى به كما أن الماء رزق الأبدان الذي تحيى به ! فإن العلم والحكمة نور القلوب الذي تحيا به كما أن الماء رزق الأبدان الذي تحيا به ؛ والحكمة جعل تسبيب بين أمرين يبدو بينهما تقاض من السابق واستناد من اللاحق - انتهى{[1634]} .
وأصلها في اللغة المنع من الفساد ولا يكون ذلك إلا عن تمام العلم . {[1635]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.