فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ} (32)

{ قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون } .

{ قالوا } يعني الملائكة { سبحانك } تنزيها لك وذلك لما ظهر عجزهم ، وفيه

إشعار بأن سؤالهم كان استفسارا ، ولم يكن اعتراضا { وسبحان } مصدر لا يكاد يستعمل إلا مضافا منصوبا بإضمار فعله كمعاذ الله { لا علم لنا إلا ما علمتنا } أي إنك أجل من أن نحيط بشيء من علمك إلا ما علمتنا { إنك أنت العليم } أي بخلقك ، وهو من أسماء الصفات التامة وهو المحيط بكل المعلومات { الحكيم } أي في أمرك . وله معنيان { أحدهما } أنه القاضي العدل { الثاني } المحكم للأمر كي لا يتطرق إليه الفساد .