بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَٰلَ رَبِّ ٱحۡكُم بِٱلۡحَقِّۗ وَرَبُّنَا ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} (112)

قوله عز وجل : { قَالَ رَبّ احكم بالحق } ، يعني : اقض بيني وبين أهل مكة بالعدل ، ويقال : بالعذاب { وَرَبُّنَا الرحمن } ، أي العاطف على خلقه بالرزق . { المستعان على مَا تَصِفُونَ } ، يعني : أستعين به على ما تقولون وتكذبون ؛ ويقال : المطلوب منه العون والنصرة . وروي عن الضحاك أنه قرأ { قُل رَّبّ * احكم بالحق } على معنى الخبر على ميزان افعل ، يعني : هو أحكم الحاكمين . قال : لأنه لا يجوز أن يسأل أن يحكم بالحق ، وهو لا يحكم إلاَّ بالحق . وقرأه العامة { قُل رَّبّ *** أَحْكَمُ } على معنى السؤال ؛ معناه احكم بحكمك . ثم يخبر عن ذلك الحكم أنه حق ، قرأ عاصم في رواية حفص { قَالَ رَبّ احكم } على معنى الحكاية ؛ وقرأ الباقون { قُل رَّبّ *** أَحْكَمُ } . وقرأ ابن عامر في إحدى الروايتين { على مَا * يَصِفُونَ } بالياء بلفظ المغايبة ، وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة ، وقرأ حمزة { الزبور } بضم الزاي ؛ وقرأ الباقون بالنصب ؛ والله أعلم بالصواب .