الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَٰلَ رَبِّ ٱحۡكُم بِٱلۡحَقِّۗ وَرَبُّنَا ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} (112)

قوله : { قَالَ } : قرأ حفص " قال " خبراً عن الرسولِ عليه السلام . الباقون " قل " على الأمر . وقرأ العامَّةُ " رَبِّ " بكسرِ الباءِ اجتراءً بالكسرةِ عن ياءِ الإِضافةِ ، وهي الفصحى . وقرأ أبو جعفر بضمِّ الباءِ ، فقال صاحبُ " اللوامح " : " إنه منادى مفردٌ ثم قال : " وحَذْفُ حَرْفِ النداء فيما جاز أن يكونَ وصفاً ل " أَيّ " بعيدٌ ، بابُه الشعرُ " . قلت : ليس هذا من المنادى المفردِ ، بل نَصَّ بعضُهم على أنَّ هذه بعضُ اللغاتِ الجائزةِ في المضافِ إلى ياء المتكلم حالَ ندائه .

وقرأ العامَّةُ " احْكُمْ " على صورةِ الأمر . وقرأ ابن عباس وعكرمة وابن يعمر " رَبِّيْ " بسكونِ الياء " أَحْكَمُ " أفعلُ تفضيلٍ فهما مبتدأ وخبر .

وقُرِىء " أَحْكَمَ " بفتح الميم كألزَمَ ، على أنَّه فعلٌ ماضٍ في محلِّ خبرٍ أيضاً ل " ربِّي " ، وقرأ العامَّةُ " تَصِفُوْن " بالخطاب . وقرأ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أُبَي رضي الله عنه " يَصِفُون " بالياء مِنْ تحت ، وهي مَرْوِيَّةٌ أيضاً عن عاصم وابن عامر . والغيبة والخطاب واضحان .