ثم حكى سبحانه وتعالى دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : { قَالَ رَبّ احكم بالحق } أي احكم بيني وبين هؤلاء المكذبين بما هو الحق عندك ففوّض الأمر إليه سبحانه . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وابن محيصن : «رب » بضم الباء . قال النحاس : وهذا لحن عند النحويين لا يجوز عندهم : رجل أقبل ، حتى يقول : يا رجل . وقرأ الضحاك وطلحة ويعقوب : «أحكم » بقطع الهمزة وفتح الكاف وضم الميم ، أي قال محمد : ربي أحكم بالحقّ من كل حاكم . وقرأ الجحدري : «أحكم » بصيغة الماضي ، أي أحكم الأمور بالحق . وقرىء : «قل » بصيغة الأمر ، أي قل يا محمد . قال أبو عبيدة : الصفة هنا أقيمت مقام الموصوف ، والتقدير : ربّ احكم بحكمك الحق ، { وربّ } في موضع نصب ، لأنه منادى مضاف إلى الضمير ، وقد استجاب سبحانه دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم فعذبهم ببدر ، ثم جعل العاقبة والغلبة والنصر لعباده المؤمنين والحمد لله ربّ العالمين . ثم قال سبحانه متمماً لتلك الحكاية { وَرَبُّنَا الرحمن المستعان على مَا تَصِفُونَ } من الكفر والتكذيب ، ف{ ربنا } مبتدأ وخبره { الرحمن } أي هو كثير الرحمة لعباده ، و{ المستعان } خبر آخر ، أي المستعان به في الأمور التي من جملتها ما تصفونه من أن الشوكة تكون لكم ، ومن قولكم : { هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مثْلُكُمْ } [ الأنبياء : 3 ] وقولكم : { اتخذ الرحمن وَلَداً } [ مريم : 88 ] وكثيراً ما يستعمل الوصف في كتاب الله بمعنى الكذب كقوله : { وَلَكُمُ الويل مِمَّا تَصِفُونَ } [ الأنبياء : 18 ] ، وقوله : { سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ } [ الأنعام : 139 ] وقرأ المفضل والسلمي : «على ما يصفون » بالياء التحتية . وقرأ الباقون بالفوقية على الخطاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.