محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَٰلَ رَبِّ ٱحۡكُم بِٱلۡحَقِّۗ وَرَبُّنَا ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} (112)

{ قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } .

{ قال } وقرئ { قل } { رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ } أي افصل بيننا وبينهم بالحق . وذلك بنصر من آمن بما أنزلت ، على من كفر به ، كقوله تعالى : { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } { وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } . أي من الكذب والافتراء على الله ورسوله . بنصر أوليائه ، وقهر أعداءه . وقد أجاب سبحانه دعوته ، وأظهر كلمته ، فله الحمد في الأولى والآخرة ، إنه حميد مجيد .

قال الرازي : قال القاضي : إنما ختم الله هذه السورة بقوله : { قل رب احكم بالحق } لأنه عليه السلام كان قد بلغ في البيان لهم الغاية . وبلغوا النهاية في أذيته وتكذيبه . فكان قصارى أمره تعالى بذلك تسلية له وتعريفا أن المقصود مصلحتهم . فإذا أبوا إلا التمادي في كفرهم ، فعليك بالانقطاع إلى ربك ، ليحكم بينك وبينهم بالحق . إما بتعجيل العقاب بالجهاد أو بغيره . وإما بتأخير ذلك . فإن أمرهم ، وإن تأخر فما هو كائن قريب . و ما روي أنه عليه السلام كان يقول ذلك في حروبه . كالدلالة على أنه تعالى أمره أن يقول هذا القول ، كالاستعجال للأمر بمجاهدتهم . وبالله التوفيق .

ختام السورة:

تم الجزء الحادي عشر ، ويليه إن شاء الله الجزء الثاني عشر وفيه تفسير سور : 22 – سورة الحج ، و23 – سورة المؤمنون و24 – سورة النور و25 – سورة الفرقان .