بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} (107)

قوله عز وجل : { وَمَا أرسلناك إِلاَّ رَحْمَةً للعالمين } ، يعني : ما بعثناك يا محمد إلاَّ رحمة للعالمين ، يعني : نعمة للجن والإنس ؛ ويقال : { للعالمين } أي لجميع الخلق ، لأن الناس كانوا ثلاثة أصناف : مؤمن وكافر ومنافق . وكان رحمة للمؤمنين ، حيث هداهم طريق الجنة ؛ ورحمة للمنافقين ، حيث أمنوا القتل ؛ ورحمة للكافرين بتأخير العذاب . وروى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : من آمن بالله ورسوله فله الرحمة في الدنيا والآخرة ، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي أن يصيبه ما كان يصيب الأمم السالفة قبل ذلك ؛ فهو رحمة للمؤمنين والكافرين . وذكر في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام : يقول الله عز وجل : { وَمَا أرسلناك إِلاَّ رَحْمَةً للعالمين } ، فهل أصابك من هذه الرحمة ؟ قال : نعم أصابني من هذه الرحمة . أني كنت أخشى عاقبة الأمر ، فآمنت بك لثناء أثنى الله تعالى عليّ بقوله عز وجل : { ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى العرش مَكِينٍ * مطاع ثَمَّ أَمِينٍ } [ التكوير : 20/21 ] .