بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ} (79)

قوله عز وجل : { ففهمناها سليمان } ، يعني : ألهمناها سليمان . { وَكُلاًّ ءاتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } ، يعني : النبوة والفهم بالحكم . وروي عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال : لولا هذه الآية ، لم يجرؤ أحد منا أن يفتي في الحوادث . ثم قال : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُود الجبال يُسَبّحْنَ والطير } ، يعني : كلما سبح داود ، يسبح معه الجبال والطير ، يعني : سخرنا الجبال والطير يسبحن معه إذا سبح ؛ وقال : كان داود يمر بالجبال صبحاً ، وهي تجاوبه وكذلك الطير ؛ وقال قتادة : { يُسَبّحْنَ } أي يصلين معه إذا صلى ، يعني : كل ما سبح داود تسبح معه الجبال والطير ، يعني : سخرنا الطير والجبال يسبحن معه . { وَكُنَّا فاعلين } ، يعني : نحن فعلنا ذلك بهما .