بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمُنكَرَۖ يَكَادُونَ يَسۡطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَاۗ قُلۡ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكُمُۚ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (72)

ثم قال عز وجل : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا بَيّنَاتٍ } ، يعني : يعرض عليهم القرآن . { تَعْرِفُ فِى وُجُوهِ الذين كَفَرُواْ المنكر } ، يعني : الغم والحزن والكراهية . { يكادون يَسْطُونَ } ، أي هموا لو قدروا يضربون ويبطشون أشد البطش { بالذين يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءاياتنا } ، يعني : يقرؤون عليهم القرآن ؛ وقال القتبي : { يَسْطُونَ } أي يتناولونهم بالمكروه من الضرب والشتم ؛ ويقال : { يَسْطُونَ } يعني : يفرطون عليهم ، والسطوة العقوبة .

{ قُلْ أَفَأُنَبّئُكُم بِشَرّ مّن ذلكم النار } ، يعني : بأشد وأسوأ من ضربكم وبطشكم ؛ ويقال : إنهم كانوا يعيرون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ببذاذة حالهم ورثاثتها . قال الله تعالى : قل لهم يا محمد : أفأنبئكم بشر من ذلك يعني : مما قلتم للمؤمنين ؟ قالوا : ما هي ؟ قال : النَّارُ . { وَعَدَهَا الله الذين كَفَرُواْ } يعني : للكافرين . قوله : { وَبِئْسَ المصير } صاروا إليه .