بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفۡ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (10)

قوله عز وجل : { وَأَلْقِ عَصَاكَ } يعني : من يدك فألقاها ، فصارت حية ، وقد يجوز أن يضمر الكلام إذا كان في ظاهره دليل { فَلَمَّا رَءاهَا تَهْتَزُّ } يعني : تتحرك { كَأَنَّهَا جَانٌّ } يعني : حية والجان هي الحية الخفيفة الأهلية ، فإن قيل : إنه قال في آية أخرى ، { فألقى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } [ الأعراف : 107 ] والثعبان الحية الكبيرة ، فأجاب بعض أصحاب المعاني أنه كان في كبر الثعبان ، وفي خفة الجان قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : والجواب الصحيح أن الثعبان كان عند فرعون ، والجان عند الطور ثم قال : { ولى مُدْبِراً } يعني : أدبر هارباً من الخوف { وَلَمْ يُعَقّبْ } يعني : لم يرجع ويقال : لم يلتفت يقول الله تعالى لموسى { يا موسى لاَ تَخَفْ } من الحية { إِنّى لاَ يَخَافُ لَدَىَّ المرسلون } يعني : لا يخاف عندي