بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (7)

وقوله عز وجل : { وَأَوْحَيْنَا إلى أُمّ موسى } يعني : أَلْهمنا أم موسى { أَنْ أَرْضِعِيهِ } وذلك : أن أم موسى حبلت ، فلم يظهر بها أثر الحبل حتى ولدت موسى وأرضعته ثلاثة أشهر أو أكثر ، فألهمها الله تعالى بقوله : { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } يعني : إلى صباحه { فَأَلْقِيهِ فِى اليم } يعني : في البحر قال مقاتل وهو النيل فعلمها جبريل . ويقال : رأت في المنام بأنها تؤمر أن تلقيه في البحر . ويقال : كان هذا إلهاماً . ويقال : كانت دلالة حيث علمت بالرؤيا أو شيء خيل لها أن تفعل ما فعلت ، كما أن إبراهيم عليه السلام رأى في المنام ذبح إسحاق وإسماعيل عليهما السلام وذكر أنها كانت تخبز يوماً ، وكان موسى عليه السلام على رأس التنور ، إذ دخل قوم فرعون يطلبون الولد ، فوضعته في التنور ، فدخلوا فلم يجدوا موسى عليه السلام فجاءت إلى التنور ، فوجدته يلعب بأصابعه في الأرض ، فاستيقنت أن الله تعالى يحفظه ، فجعلته في التابوت ، وألقته في النيل ، ثم قال : { وَلاَ تَخَافِي } الغرق { وَلاَ تَحْزَنِي } أن لا يرد إليك { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وجاعلوه مِنَ المرسلين } يعني : رسولاً إلى فرعون وقومه