بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (10)

ثم قال عز وجل : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ موسى فَارِغاً } يعني : خالياً من كل ذكر وشغل إلا ذكر موسى عليه السلام . ويقال : صار قلبها فارغاً حين بعثت أخته لتنظر ، فأخبرتها بأنه قد أخذ في دار فرعون ، فسكنت حيث لم يغرق . ويقال : صار قلبها فارغاً ، لأنها علمت أنه لا يقتل .

وروي عن فضالة بن عبيد أنه قرأ : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ موسى } يعني : خائفاً . وقراءة العامة { موسى فَارِغاً } ، وتفسيره ما ذكرناه وقد قيل أيضاً : فارغاً من شغل نفقته { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } يعني : وقد كادت لتظهر به . قال مقاتل : وذلك أنها لما ألقت التابوت في النيل ، فرأت التابوت يدفعه مرة ، ويضعه أخرى ، فخشيت عليه الغرق ، فعند ذلك فزعت عليه ، وكادت أن تصيح ويقال : إنه لما كبر كان الناس يقولون : هو ابن فرعون ، فكأن ذلك شق عليها ، وكادت أن تظهر أن هذا ولدي ، وليس بولد فرعون . ويقال : لما دخل الليل ، دخل الغم في قلبها ، حيث لم تدر أين صار ولدها ، فأرادت أن تظهر ذلك { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا على قَلْبِهَا } أي : ثبتنا قلبها . ويقال : قوينا قلبها ، وألهمناها الصبر { لِتَكُونَ مِنَ المؤمنين } يعني : من المصدقين بوعد الله تعالى حيث وعد لها بإنا رادوه إليك ، فلم تجزع ، ولم تظهر .