ثم قال عز وجل : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ موسى فَارِغاً } يعني : خالياً من كل ذكر وشغل إلا ذكر موسى عليه السلام . ويقال : صار قلبها فارغاً حين بعثت أخته لتنظر ، فأخبرتها بأنه قد أخذ في دار فرعون ، فسكنت حيث لم يغرق . ويقال : صار قلبها فارغاً ، لأنها علمت أنه لا يقتل .
وروي عن فضالة بن عبيد أنه قرأ : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ موسى } يعني : خائفاً . وقراءة العامة { موسى فَارِغاً } ، وتفسيره ما ذكرناه وقد قيل أيضاً : فارغاً من شغل نفقته { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } يعني : وقد كادت لتظهر به . قال مقاتل : وذلك أنها لما ألقت التابوت في النيل ، فرأت التابوت يدفعه مرة ، ويضعه أخرى ، فخشيت عليه الغرق ، فعند ذلك فزعت عليه ، وكادت أن تصيح ويقال : إنه لما كبر كان الناس يقولون : هو ابن فرعون ، فكأن ذلك شق عليها ، وكادت أن تظهر أن هذا ولدي ، وليس بولد فرعون . ويقال : لما دخل الليل ، دخل الغم في قلبها ، حيث لم تدر أين صار ولدها ، فأرادت أن تظهر ذلك { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا على قَلْبِهَا } أي : ثبتنا قلبها . ويقال : قوينا قلبها ، وألهمناها الصبر { لِتَكُونَ مِنَ المؤمنين } يعني : من المصدقين بوعد الله تعالى حيث وعد لها بإنا رادوه إليك ، فلم تجزع ، ولم تظهر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.