بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

ثم قال تعالى : { وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم : { وَلاَ تُصَعّرْ } بالتشديد بغير ألف . وقرأ الباقون : { ولا تصاعر } بالألف والتخفيف . وهما لغتان ومعناهما واحد . يقال : صعر خده وصاعره ومعناهما : الإعراض على جهة الكبر . يعني : لا تعرض بوجهك عن الناس متكبراً . وقال مقاتل : لا تعرض وجهك عن فقراء المسلمين ، وهكذا قال الكلبي . وقال العتبي : أصله الميل . ويقال : رجل أصعر إذا كان به داء ، فيميل رأسه وعنقه من ذلك إلى أحد الجانبين . ويقال : معناه لا تكلم أحداً وأنت معرض عنه ، فإن ذلك من الجفاء والإذاء .

ثم قال : { وَلاَ تَمْشِ فِي الأرض مَرَحًا } يعني : لا تمشي بالخيلاء ، والمرح والبطر والأشر كله واحد ، وهو أن يعظم نفسه في النعم { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } يعني : مختالاً في مشيته ، فخوراً في نعم الله عز وجل .