ثم قال تعالى : { الذي أحسن كل شيء خلقه } أي : هو {[55060]} الذي أعطى كل شيء خلقه الإنسان للإنسان ، والفرس للفرس ، فقرن كل جنس بشكله . قاله مجاهد {[55061]} .
" وأحسن " على هذا القول بمعنى أعلم ، تقول [ العرب ] {[55062]} فلا يحسن كذا إذا كان يعلمه . هذا على قراءة من أسكن اللام من " خلقه " {[55063]} فيكون " خلقه " مفعولا به {[55064]} .
ويجوز عند سيبوبه أن ينتصب على المصدر المؤكد {[55065]} مثل { صنع الله الذي أتقن كل شيء } {[55066]} وقيل : هو منصوب على التفسير ، كقولك : زيد أوسعكم دارا ، والتقدير : أحسن كل شيء خلقا {[55067]} .
وقيل : أحسن على هذه القراءة بمعنى أعلم وألهم {[55068]} . فيكون خلقه مفعولا به {[55069]} .
وهو القول الذي ذكرنا عن مجاهد أولا . ومن فتح اللام {[55070]} جعله فعلا ماضيا {[55071]} .
والمعنى الذي أتقن كل شيء خلقه وأحكمه . والهاء في موضع نصب ، والفعل موضع خفض على النعت لشيء .
فالمعنى على قول ابن عباس : الذي أحكم كل شيء خلقه . أي : جاء به على ما أراد لم يتغير عن إرادته {[55072]} .
وروي عنه أنه كان يقرأ بفتح اللام ويقول : أما إن أست {[55073]} القرد ليست بحسنة ولكنها أحكمها {[55074]} .
وعن مجاهد في الفتح : أحسن {[55075]} بكل شيء خلقه .
وعن ابن عباس : في معنى الإسكان أحسن كل شيء في خلقه ، أي : جعل كل شيء في خلقه حسنا .
وأجاز الزجاج " خلقه " بالرفع على معنى : ذلك ، خلقه ، ولم يقرأ به أحد {[55076]} .
ثم قال تعالى : { وبدأ خلق الإنسان من طين } يعني : آدم صلى الله عليه وسلم {[55077]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.