{ ادعوهم لآبائهم } يعني : انسبوهم لآبائهم . فقالوا : زيد بن حارثة { هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله } يعني : أعدل عند الله عز وجل { فإن لم تعلموا آباءهم } يعني : إن لم تعلموا لهم آباء تنسبونهم إليهم { فَإِخوَانُكُمْ فِي الدين } أي : قولوا ابن عبد الله وابن عبد الرحمن { ومواليكم } يعني : قولوا مولى فلان فلان . وكان أبو حذيفة أعتق عبداً يقال له : سالم وتبناه ، فكانوا يسمونه سالم بن أبي حذيفة . فلما نزلت هذه الآية سموه سالماً مولى أبي حذيفة .
ثم قال : { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ } يعني : أن تنسبوهم إلى غير آبائهم قبل النهي . ويقال : ما جرى على لسانهم بعد النهي ، لأن ألسنتهم قد تعودت بذلك { ولكن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ } يعني : ولكن الجناح فيما قصدت قلوبكم بعد النهي .
وروي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «تَجَاوَزَ الله عَنْ أمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ » . وروي عن سعد بن أبي وقاص : أنه حلف باللات والعزى ناسياً . فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم " فأمره أن ينفث عن يساره ثلاثاً ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم " .
ثم قال : { وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً } يعني : { غفوراً } لمن أخطأ ثم رجع { رَّحِيماً } بهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.