بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا} (6)

قوله عز وجل : { النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } يعني : ما يرى لهم رأياً فذلك أولى وأحسن لهم من رأيهم . ويقال : معناه النبي أرحم بالمؤمنين من أنفسهم { وأزواجه أمهاتهم } يعني : كأمهاتهم في الحرمة . وذكر عن أبي أنه كان يقرأ { النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } " وهو أب لهم " { وأزواجه أمهاتهم } .

ثم قال :{ وَأُوْلُو الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ } قال في رواية الكلبي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس ، فكان يؤاخي بين الرجلين ، فإذا مات أحدهما ورثه الباقي منهما دون عصبته وأهله ، فمكثوا في ذلك ما شاء الله حتى نزلت هذه الآية : { وَأُوْلُو الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ } . { فِي كتاب الله مِنَ المؤمنين والمهاجرين } الذين آخى بينهم فصارت المواريث بالقرابات ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أَنَا وَلِيُّ كُلِّ مُسْلِمٍ فَمَنْ تَرَكَ مالاً فَلِوَرَثَتِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْناً فَإلَى الله وَإلَى رَسُولِهِ » . فأمر بصرف الميراث إلى العصبة .

ثم قال تعالى : { إِلاَّ أَن تَفْعَلُواْ إلى أَوْلِيَائِكُمْ مَّعْرُوفاً } يعني : إلا أن يوصي له بثلث ماله . وقال مقاتل : كان المهاجرون والأنصار يرثون بعضهم من بعض بالقرابة ، ولا يرث من لم يهاجر إلا أن يوصي للذي لم يهاجر ، ثم نسخ بما في آخر سورة الأنفال .

ثم قال : { كَانَ ذلك فِي الكتاب مَسْطُورًا } يعني : هكذا كان مكتوباً في التوراة ، ويقال : في اللوح المحفوظ ، ويقال : في القرآن .