ثم فضل دين الإسلام على سائر الأديان فقال تعالى :
{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ } أي أخلص دينه { لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } في عمله ويقال : وهو موحد { واتَّبَعَ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفاً } أي مستقيماً ، ويقال : مائلاً إلى دين الإسلام . ثم قال تعالى { واتخذ الله إبراهيم خَلِيلاً } وذلك أن إبراهيم عليه السلام كان يوسع على الضعفاء الطعام ، واحتاج في بعض الأوقات إلى الطعام ، فبعث غلمانه مع الجمال إلى خليل له بمصر ليقرضه شيئاً من الطعام فيرد عليه إذا أدرك إنزاله ، فلما انتهوا إليه قال : إني أخاف أن أحتاج قبل إدراك الإنزال ، فلم يدفع إليهم ورجعوا ، فاستحيا الغلامان أن يدخلوا في قرية إبراهيم والناس ينظرون إليهم وليس معهم شيء ، فجعلوا الرحل في الجواليق وحملوا على الجمال ، وجاؤوا إلى منزل إبراهيم عليه السلام وألقوا الأحمال وتفرقوا ، وجاء واحد منهم وأخبر إبراهيم بالقصة فاغتمّ لذلك ودخل البيت ونام ، فخرجت جواريه ونظرن إلى الأحمال فإذا الجواليق دقيق ، فرفعن منها وجعلن يخبزن خبزاً ، حتى إذا استيقظ إبراهيم عليه السلام وخرج وقال : من أين هذا الدقيق ؟ فقلن : من عند خليلك المصري . فقال إبراهيم : ليس هذا من عند خليلي المصري ولكن من عند خليل السماء . فاتخذه الله تعالى خليلاً بذلك .
ويقال : لما دخلت عليه الملائكة في شبه الآدميين ، وجاءهم بعجل سمين فلم يأكلوا منه ، وقالوا : إنا لا نأكل شيئاً بغير ثمن . فقال لهم : أعطوني ثمنه وكلوه . قالوا : وما ثمنه ؟ قال : أن تقولوا في أوله بسم الله وفي آخره الحمد لله . فقالوا فيما بينهم : حقاً على الله أن يتخذه خليلاً فاتخذه الله خليلاً .
ويقال : إنه أضاف رؤساء الكفار ، وأهدى لهم هدايا وأحسن إليهم فقالوا له : ما حاجتك ؟ فقال : حاجتي أن تسجدوا لله سجدة ، فسجدوا . فدعا الله تعالى وقال : اللهم إني قد فعلت ما أمكنني ، فافعل أنت ما أنت أهل لذلك . فوفقهم الله تعالى للإسلام فاتخذه الله خليلاً لذلك .
وروى جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « اتَّخَذَ الله إِبْراهِيمَ خَلِيلاً لإطْعَامِهِ الطَّعَامَ وَإِفْشَائِهِ السَّلاَمَ وَصَلاَتِهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ »
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.