بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (114)

ثم قال :

{ لاَّ خَيْرَ في كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ } وهو ما يتناجون فيما بينهم ، ويقال : في كثير من أحاديثهم ، وهم وفد ثقيف أو قوم طعمة { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ } يقول : إلا نجوى من أمر بصدقة { أَوْ مَعْرُوفٍ } يعني لقرض ، كقوله { وابتلوا اليتامى حتى إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ أنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فادفعوا إِلَيْهِمْ أموالهم وَلاَ تأكلوها إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بالمعروف فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أموالهم فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وكفى بالله حَسِيباً } [ النساء : 6 ] ويقال : المعروف يعني القول بالمعروف والنهي عن المنكر { أَوْ إصلاح بَيْنَ الناس } يعني : يذهب فيما بين اثنين ليصلح بينهما { وَمَن يَفْعَلْ ذلك } الذي ذكرنا { ابتغاء } يعني طلباً { مَرْضَاتَ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ } يعني في الآخرة { أَجْراً عَظِيماً } قرأ حمزة وأبو عمرو { نُؤْتِيهِ } بالياء ، أي يؤتيه الله تعالى . وقرأ الباقون { نُؤْتِيهِ } بالنون ، أي نحن نعطيه في الآخرة { أجراً عظيماً } أي ثواباً عظيماً .