ثم خوفهم فقال : { يَا أَيُّهَا الذين أُوتُواْ الكتاب آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا } أي صدقوا بالقرآن { مُصَدّقاً لّمَا مَعَكُمْ } أي موافقاً للتوراة في التوحيد وبعض الشرائع { مّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا على أدبارها } وطمسها أن يردها على بصائر الهدى ، ويقال طمسها أن يحول الوجوه إلى الأقفية . ويقال : يخسف الأنف والعين فيجعلها طمساً . ويقال : من قبل أن يطمس أي تسود الوجوه . قال بعضهم : يعني به في الآخرة . ويقال : هذا تهديد لهم في الدنيا . وذكر أن عبد الله بن سلام قدم من الشام ، فلم يأتِ أهله حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ما كنت أرى أن أصل إليك حتى يتحول وجهي في قفاي . ويقال : { مّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً } يعني وجه القلب ، وهو كناية عن القسوة . وقال مقاتل : يعني من قبل أن تحول القبلة كقوله { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فاستبقوا الخيرات أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعًا إِنَّ الله على كُلِّ شيء قَدِيرٌ } [ سورة البقرة : 148 ] ثم قال تعالى : { أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أصحاب السبت } أي نمسخهم كما مسخنا أصحاب السبت القردة . ثم قال { وَكَانَ أَمْرُ الله مَفْعُولاً } أي كائناً ، وهذا وعيد من الله تعالى لهم ليعتبروا ويرجعوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.