بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا} (49)

قوله تعالى :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } يقول : يبرئون أنفسهم من الذنوب { بَلِ الله يُزَكّى مَن يَشَاء } وذلك لأن رؤساء اليهود كانوا يقولون : هل على أولادنا من ذنب ؟ فما نحن إلا كهيئتهم . فهذا الذي زكوا به أنفسهم ، قال الله تعالى : { بَلِ الله يُزَكّى مَن يَشَاء } أي يصلح ويبرىء من يشاء من الذنوب . ويقال : يكرم من يشاء بالإسلام { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } قال الكلبي ومقاتل : الفتيل الذي يكون في شق النواة وهو الأبيض ، ويقال : هو ما فتلته بين أصبعيك من الوسخ ، إذا مسحت إحداهما بالأخرى ، يعني : لا ينقصون من ثواب أعمالهم بذلك المقدار .