بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولٗاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (79)

قوله تعالى :

{ مَّا أصابك مِنْ حَسَنَةٍ } يعني : النعمة وهو الفتح والغنيمة { فَمِنَ الله } أي : وبفضله { وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ } يعني : البلاء والشدة من العدو أو الشدة في العيش { فَمِن نَّفْسِكَ } أي فبذنبك ، وأنا قضيته عليك . ويقال : { ما أصابك من حسنة } يوم بدر فمن الله ، { وما أصابك من سيئة } يوم أحد فمن نفسك ، أي بذنب أصحابك ، يعني بتركهم المركز . ويقال : { مَّا أصابك مِنْ حَسَنَةٍ } يعني الدلائل والعلامات لنبوتك فمن الله ، { وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ } يعني انقطاع الوحي فمن نفسك يعني بترك الاستثناء ، حيث انقطع عنك جبريل أياماً بترك استثنائك به . ويقال : { مَّا أصابك مِنْ حَسَنَةٍ } يعني تكثير الأمة فمن الله { وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ } من أذى الكفار فبتعجيلك كقوله تعالى : { لَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ } ويقال : فيه تقديم وتأخير ومعناه { فَمَا لِهَؤُلاء القوم لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } بقولهم { مَّا أصابك مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } { قل كلٌّ من عند الله }[ النساء : 78 ] .

ثم قال تعالى : { وأرسلناك لِلنَّاسِ رَسُولاً } أي ليس عليك سوى تبليغ الرسالة { وكفى بالله شَهِيداً } على مقالتهم وفعلهم .