وقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدان } عن ابن عباس رضي الله عنه ( أنه ){[5956]} قال : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين } ( كنت أنا وأمي من المستضعفين ) {[5957]} وكذلك روى ( الكسائي عنه ){[5958]} .
وفيه دلالة أن على المسلمين أن يستنقذوا أسراهم من أيدي الكفرة إذا أسروا بأي وجه ما قدروا عليه بالأموال والقتال وغير ذلك ، وذلك فرض عليهم ، وحق ألا يتركوهم في أيديهم لأنه قال تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية } الآية دلالة أن إسلام الصغار إسلام ، وكفرهم كفر ، وإذا عقلوا ؛ لأنه قال تعالى : { والولدان الذين } والكبار من الرجال والنساء لا يسمون ولدانا ، إنما يسمى{[5959]} الصغار منهم ( ولدانا ) {[5960]}لأنه عاتبهم بتركهم في أيدي الكفرة ، فلو كانوا أولاد الكفرة لم يكن للتعيير{[5961]} والعتاب وجه بتركهم في أيديهم ؛ إذ لم عاتبوا بترك{[5962]} ولدان الكفرة في أيديهم . فدل أنه إنما لحقهم العتاب لأسراهم{[5963]} .
وكذلك قوله تعالى : { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم } الآية( النساء : 97 ) ثم استثنى المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ( الذين ){[5964]} لا يستطيعون حلية . فلو لم يكن إسلام الولدان إسلاما ولا كفرا لم يكن لاستثنائهم من أولئك وإخراجهم من الوعيد الذي ذكر معنى ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { ربنا أخرجنا من هذه القرية } سألوا الله عز وجل أن يخرجهم من القرية ، وهم علموا أنه( يتولى ذلك من في السماء ){[5965]} على أيدي قوم يعينونهم على ذلك ، وهم علموا أن الله{[5966]} في ذلك صنعا . والمعتزلة لم يعلموا ( ذلك ){[5967]} ، وذلك ينقض قولهم ، وبالله التوفيق .
وقوله تعالى { الظالم أهلها } كل ظالم ( منع أهلها ){[5968]} عن الخروج إلى دار الإسلام والهجرة . { واجعل لنا من لدنك نصيرا } وليا في ديننا يمنعنا عن المشركين . ويقال : مانعا يمنع عنا المشركين . وقد ذكرنا الولي والنصير في غير موضع ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.