تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75)

الآية 75

وقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدان } عن ابن عباس رضي الله عنه ( أنه ){[5956]} قال : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين } ( كنت أنا وأمي من المستضعفين ) {[5957]} وكذلك روى ( الكسائي عنه ){[5958]} .

وفيه دلالة أن على المسلمين أن يستنقذوا أسراهم من أيدي الكفرة إذا أسروا بأي وجه ما قدروا عليه بالأموال والقتال وغير ذلك ، وذلك فرض عليهم ، وحق ألا يتركوهم في أيديهم لأنه قال تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية } الآية دلالة أن إسلام الصغار إسلام ، وكفرهم كفر ، وإذا عقلوا ؛ لأنه قال تعالى : { والولدان الذين } والكبار من الرجال والنساء لا يسمون ولدانا ، إنما يسمى{[5959]} الصغار منهم ( ولدانا ) {[5960]}لأنه عاتبهم بتركهم في أيدي الكفرة ، فلو كانوا أولاد الكفرة لم يكن للتعيير{[5961]} والعتاب وجه بتركهم في أيديهم ؛ إذ لم عاتبوا بترك{[5962]} ولدان الكفرة في أيديهم . فدل أنه إنما لحقهم العتاب لأسراهم{[5963]} .

وكذلك قوله تعالى : { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم } الآية( النساء : 97 ) ثم استثنى المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ( الذين ){[5964]} لا يستطيعون حلية . فلو لم يكن إسلام الولدان إسلاما ولا كفرا لم يكن لاستثنائهم من أولئك وإخراجهم من الوعيد الذي ذكر معنى ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ربنا أخرجنا من هذه القرية } سألوا الله عز وجل أن يخرجهم من القرية ، وهم علموا أنه( يتولى ذلك من في السماء ){[5965]} على أيدي قوم يعينونهم على ذلك ، وهم علموا أن الله{[5966]} في ذلك صنعا . والمعتزلة لم يعلموا ( ذلك ){[5967]} ، وذلك ينقض قولهم ، وبالله التوفيق .

وقوله تعالى { الظالم أهلها } كل ظالم ( منع أهلها ){[5968]} عن الخروج إلى دار الإسلام والهجرة . { واجعل لنا من لدنك نصيرا } وليا في ديننا يمنعنا عن المشركين . ويقال : مانعا يمنع عنا المشركين . وقد ذكرنا الولي والنصير في غير موضع ، والله أعلم .


[5956]:ساقطة من الأصل وم.
[5957]:ساقطة من الأصل وم..
[5958]:في الأصل وم: عن الكسائي..
[5959]:في الأصل وم: يسمعون.
[5960]:ساقطة من الأصل وم.
[5961]:من م: في الأصل: للتغير.
[5962]:في الأصل وم:ترك
[5963]:في الأصل وم: لإسلامهم..
[5964]:ساقطة من الأصل وم.
[5965]:. في الأصل وم: لا يتولى نحو السماء ولكن
[5966]:في الأصل وم: الله.
[5967]:. ساقطة من الأصل وم.
[5968]:في الأصل وم: منعهم..