فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75)

{ وما لكم لا تقاتلون في سبل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا }

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين ؛ يحرض الكتاب العزيز أهل الإيمان أن يقاتلوا لإعلاء دين الإسلام ، واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من أيدي الكفرة اللئام ؛ والاستفهام في الآية قد يعني الحض والتحريض ، واختار الزجاج أن { المستضعفين } معطوف على اسم الله عز وجل ، أي : وفي سبيل المستضعفين ، فإن خلاص المستضعفين من سبيل الله ؛ وهؤلاء المستضعفون يدعون ربهم ، ويضرعون إليه أن يحفظ عليهم دينهم ، ويقولون : يا ربنا خلصنا من المقام بين الظلمة الفجرة ، وتول حفظنا أن نزل أو نفتن ، وهيئ لنا من ترضاه عونا على الرشد ، وإعلاء الدين ، وإظهارا للحق .