قوله تعالى : { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الموت } أي في الأرض يأتيكم الموت { وَلَوْ كُنتُمْ في بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } أي في القصور الطوال المشيدة المبنية إلى السماء ، حتى لا يخلص إليه أحد من بني آدم . وقال القتبي : «البروج » : الحصون ، و «المشيدة » : المطولة وذلك أنهم لما تثاقلوا عن الخروج إلى الجهاد مخافة الموت ، فأخبرهم الله تعالى أنهم لا يموتون قبل الأجل ، إذا جاء أجلهم لا ينجون من الموت ، وإن كانوا في موضع حصين . وهذا قوله تعالى : { الذين قَالُواْ لإخوانهم وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صادقين } [ آل عمران : 168 ] ثم أخبر عن المنافقين فقال : { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ } أي الفتح والغنيمة والخصب يقولوا : { هذه مِنْ عِندِ الله وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ } أي نكبة وهزيمة { يَقُولُواْ هذه مِنْ عِندِكَ } أي من شؤمك ، يعني : أصابتنا بسببك ، أنت الذي حملتنا على هذا . { قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ الله } يقال : الرخاء والشدة ، ويقال : القدر خيره وشره من الله تعالى . ثم قال تعالى : { فَمَا لِهَؤُلاء القوم لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ } يعني المنافقين لا يكادون يفقهون { حَدِيثاً } أي لا يفهمون قولاً أن الشدة والرخاء من الله تعالى ، أي لا يسمعون ولا يفهمون ما يحدثهم ربهم في القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.