بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ} (51)

قوله تعالى : { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } يعني : أعرض الكافر ، فلا يدعو ربه . وقال الكلبي : أعرض عن الإيمان . { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } يعني : تباعد بجانبه عن الدعاء ، وعن الإيمان . { وَإِذَا مَسَّهُ الشر } يعني : أصابته الشدة { فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ } قال مقاتل والكلبي : يعني : كثيراً . ويقال : يعني : طويلاً . فإن قيل : قد قال في موضع . { وَإِذَا مَسَّهُ الشر فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } وقال في موضع آخر : { فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ } مرة ذكر أنه يَؤُوس ، ومرة أُخرى ذكر أنه يدعو ، فكيف هذا ؟ قيل له : هذا في شأن رجل ، وهذا في شأن رجل آخر ، ويجوز أن يكون في شأن إنسان واحد . { وَإِذَا مَسَّهُ الشر فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } عن كل معبود دون الله ، فيدعو الله دائماً .