بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (26)

قوله تعالى : { إِذْ جَعَلَ الذين كَفَرُواْ } يعني : أهل مكة { في قُلُوبِهِمُ الحمية حَمِيَّةَ الجاهلية } وذلك أنهم قالوا : قتل آباءنا ، وإخواننا . ثم أتانا يدخل علينا في منازلنا . والله لا يدخل علينا ، فهذه الحمية التي في قلوبهم . { فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ } يعني : طمأنينته { على رَسُولِهِ وَعَلَى المؤمنين } فأذهب عنهم الحمية ، حتى اطمأنوا ، وسكتوا . { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التقوى } يعني : ألهمهم كلمة لا إله إلا الله حتى قالوا : { وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا } يعني : كانوا في علم الله تعالى أحق بهذه الكلمة من كفار مكة { وَأَهْلُهَا } يعني : وكانوا أهل هذه الكلمة عند الله تعالى { وَكَانَ الله بِكُلّ شَيء عَلِيماً } يعني : عليماً بمن كان أهلاً لذلك وغيره .