بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (151)

ثم قال تعالى :

{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } يعني : قل لمالك بن عوف وأصحابه الذين يحرمون الأشياء على أنفسهم ، وقالوا ما قالوا أبيّن لكم ما حرم الله عليكم وما أمركم به { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } يقال : معناه أتل ما حرم ربكم عليكم ، فقد تمّ الكلام .

ثم قال : { عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } { وبالوالدين إحسانا } يقول : نهاكم عن عقوق الوالدين ، وأمركم ببرهم ، ويقال : معناه حرم عليكم ألا تشركوا به شيئاً . ويقال : معناه حرم عليكم الشرك . { وبالوالدين إحسانا } يعني : أمركم بالإحسان إلى الوالدين { وَلاَ تَقْتُلُواْ أولادكم مّنْ إملاق } يعني : من خشية الفقر { نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الفواحش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } زنى السر والعلانية { وَلاَ تَقْتُلُواْ النفس التي حَرَّمَ الله إِلاَّ بالحق } يعني : إلا بالقصاص أو بالرجم أو بترك الإسلام ، فإنّ القتل بهذه الأشياء من الحقوق { ذلكم وصاكم بِهِ } يقول : أمركم به في القرآن { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أمر الله بما حرمه في هذه الآيات . وروي عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس قال : هذه الآيات المحكمات : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } إلى ثلاث آيات وقال الربيع بن خثيم لرجل : هل لك في صحيفة عليها خاتم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ثم قرأ هذه الآيات { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ } ويقال : هذه الآيات هن أم الكتاب ، وهن إمام في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ولا يجوز أن يرد عليها النسخ .