بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (5)

ثم قال : { مَثَلُ الذين حُمّلُواْ التوراة } يعني : صفة الذين علموا التوراة ، وأمروا بأن يعملوا بما فيها . { ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا } ، أي : لم يعملوا بما أمروا فيها من الأمر والنهي وبيان صفة محمد صلى الله عليه وسلم . ويقال : { مَثَلُ الذين حُمّلُواْ التوراة } وأمروا بأن يحملوا تفسيرها ، ثم لم يحملوها يعني : لم يعلموا تفسيرها ، فمثلهم { كَمَثَلِ الحمار يَحْمِلُ أَسْفَاراً } يعني : يحمل كتباً ولا يدري ما فيها ، كما لا يدري اليهود ما حملوا من التوراة . ثم قال : { بِئْسَ مَثَلُ القوم الذين كَذَّبُواْ بآيات الله } يعني : بئس مثل القوم ضربنا لهم الأمثال ، ويقال : بئس صفة القوم الذين كذبوا بآيات الله ، يعني : جحدوا بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم . { والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } يعني : إلى طريق الجنة اليهود الذين لا يرغبون في الحق .