الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (5)

{ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ } أي كلّفوا العمل بها { ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا } ولم يعملوا بما فيها ولم يؤدّوا حقّها { كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً } كتباً من العلم والحكمة .

قال الفراء : هي الكتب العظام واحدها سفر ، ونظيرها في الكلام شبر وأشبار وجلد وأجلاد فكما أن الحمار يحملها ولا يدري ما فيها ولاينتفع بها كذلك اليهود يقرؤون التوراة ولا ينتفعون به ، لأنهم خالفوا ما فيه .

أنشدنا أبو القاسم بن أبي بكر المكتب قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن المنذر قال : أنشدنا أبو محمد العشائي المؤدب قال : أنشدنا أبو سعيد الضرير :

زوامل للأسفار لا علم عندهم *** بجيّدها إلا كعلم الأباعر

لعمرك ما يدري المطي إذا غدا *** بأسفاره إذ راح ما في الغرائز

{ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }