جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (5)

{ مثل الذين{[5011]} حملوا التوراة } علموها وكلفوا العمل بها { ثم لم يحملوها } لم يعملوا ولم ينتفعوا بها { كمثل الحمار يحمل أسفارا{[5012]} } كتبا كبارا{[5013]} أو يحمل إما حال والعامل معنى المثل ، أو صفة ؛ لأن التعريف في الحمار للجنس { بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله } حذف المضاف من المخصوص ، أي : مثل الذين ، أو المخصوص محذوف أي مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله هو والضمير إلى مثل الذين حملوا { والله لا يهدي القوم الظالمين }


[5011]:ولما وصف الأمة المرحومة مقدمهم وتاليهم ذم اليهود فقال:{مثل الذين حملوا التوراة}/12 وجيز.
[5012]:قال ميمون بن مهران: الحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبل وكذا اليهود وكل من علم ولم يعمل بعلمه فهذا مثله، وهذا المثل يلحق من لم يفهم معاني القرآن، ولم يعمل بما فيه وأعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه؛ ولهذا قال ميمون بن مهران: يا أهل القرآن اتبعوا القرآن قبل أن يتبعكم ثم تلا هذه الآية، ثم ذم هذا المثل، والمراد منه ذمهم فقال:{بئس مثل القوم} الآية/12 فتح.
[5013]:لا يعرف أنه كتاب أو تراب/12 وجيز.