فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (6)

وقوله { يومئذ } إما بدل من يومئذ الذي قبله ، وإما منصوب بمقدر هو أذكر ، وإما منصوب بما بعده ، والمعنى : يوم إذ يقع ما ذكر { يصدر الناس } من قبورهم إلى موقف الحساب { أشتاتا } أي متفرقين ، والصدر الرجوع ، وهو ضد الورود ، وقيل : يصدرون من موضع الحساب إلى الجنة أو النار ، وانتصاب " أشتاتا " على الحال ، والمعنى أن بعضهم آمن وبعضهم خائف ، وبعضهم بلون أهل الجنة وهو البياض ، وبعضهم بلون أهل النار وهو السواد ، وبعضهم ينصرف إلى جهة اليمين ، وبعضهم إلى جهة الشمال ، مع تفرقهم في الأديان واختلافهم في الأعمال .

{ ليروا أعمالهم } متعلق بيصدر ، وقيل : فيه تقديم وتأخير ، أي تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ليروا أعمالهم يومئذ يصدر الناس أشتاتا . قرأ الجمهور ( ليُروا ) مبينا للمفعول ، وهو من رؤية البصر ، أي ليريهم الله أعمالهم ، وقرئ مبنيا للفاعل ، والمعنى ( ليَروا ) جزاء أعمالهم .