فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَيۡنِهِمۡۖ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشۡهَدِ يَوۡمٍ عَظِيمٍ} (37)

{ فاختلف الأحزاب } أي اليهود والنصارى { من بينهم } أي فاختلفت الفرق من أهل الكتاب في أمر عيسى ، فأفرطت النصارى وغلت وفرطت اليهود وقصرت ، ومن زائدة وقيل للتبعيض إذ بقي منهم فرقة أخرى مؤمنة يقولون إنه عبد الله كما تقدم .

{ فويل للذين كفروا } وهم المختلفون في أمره ، عبر عنهم بالموصول إيذانا بكفرهم جميعا وإشعار بعلة الحكم { من مشهد يوم عظيم } أي من شهود يوم القيامة وما يجري فيه من الحساب والجزاء والعقاب ، أو من مكان الشهود فيه ، أو من شهادة ذلك اليوم عليهم . وقيل المعنى فويل لهم من حضورهم المشهد العظيم الذي اجتمعوا فيه للتشاور .