فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ} (14)

{ وإذا لقوا الذين آمنوا } أي المهاجرين والأنصار ، ومعنى لقيته ولاقيته استقبلته قريبا .

{ قالوا آمنا } كإيمانكم .

{ وإذا خلوا إلى شياطينهم } أي رجعوا إليهم قيل هو من الخلوة وقيل { إلى } بمعنى الباء وقيل بمعنى مع وخلوت بفلان وإليه إذا انفردت معه ، أو من خلاك ذم أي مضى عنك ، ومنه القرون الخالية أو من خلوت به إذا سخرت منه ، وعدي بإلى لتضمين معنى الإنهاء .

والمراد بالشياطين رؤساؤهم وكهنتهم ، وقيل المراد بالشياطين المماثلون منهم للشياطين في التمرد والعناد ، المظهرون لكفرهم أو كبار المنافقين والقائلون صغارهم .

{ قالوا إنا معكم } في الدين والاعتقاد أي إنا مصاحبوكم في دينكم وموافقوكم عليه .

{ إنما نحن مستهزؤون } أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بما نظهر لهم من الإسلام لنأمن من شرهم ونقف على سرهم ، ونأخذ من غنائمهم تأكيد لما قبله أو بدل منه أو استئناف .

قال ابن عباس نزلت هذه الآية في عبد الله ابن أبي وأصحابه ، والهزء السخرية واللعب والاستخفاف يقال هزأت واستهزأت بمعنى ، وأصله الخفة وهو القتل السريع ، وهزأ يهزأ مات فجأة وتهزأ به ناقته أي تسرع به وتخف ، والمراد درؤهم للإسلام ودفعهم للحق .