فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ غَيۡرَ بَعِيدٍ} (31)

ثم لما فرغ الله سبحانه من بيان حال الكافرين شرع في بيان حال المؤمنين فقال :

{ وأزلفت الجنة } أي : قربت وأدنيت { للمتقين } الذين اتقوا الشرك تقريبا { غير بعيد } أو مكانا غير بعيد منهم ، بحيث يشاهدونها ويرونها في الموقف ، وينظرون ما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وقيل : المعنى أنها زينت لقلوبهم في الدنيا بالترغيب والترهيب فصارت قريبة من قلوبهم ، والأول أولى ، وقيل : يطوي الله المسافة التي بين المؤمن والجنة فهو التقريب ، وذلك إكراما للمؤمن وبيانا لشرفه وأنه ممن تمشي إليه وقيل : المراد قرب الدخول فيها لا معنى القرب المكاني ، وقيل : معنى أزلفت جمعت محاسنها لأنها مخلوقة ، أو أن المعنى قرب حصولها لأنها تنال بكلمة طيبة ، وخص المتقين بذلك لأنهم أحق بها .