{ وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك } أي ينفذونك قاله ابن عباس ، وإن هي المخففة من الثقيلة ، قرأ الجمهور بضم الياء من أزلقه أي أزل رجله ، يقال أزلقه عن موضعه إذا نحاه ، وقرأ نافع وأهل المدينة بفتحها من زلق عن موضعه إذا تنحى وهما سبعيتان ، قال الهروي أي يغتالونك بعيونهم فيزلقونك عن مكانك الذي أقامك الله فيه عداوة لك ، وقرأ ابن عباس وابن مسعود وغيرهما ليرهقونك أي يهلكونك ، وقال الكلبي : يزلقونك أي يصرفونك عما أنت عليه من تبليغ الرسالة وكذا قال السدي وسعيد بن جبير : وقال النضر بن شميل والأخفش : يفتنونك ، وقال الحسن وابن كيسان : ليقتلونك .
{ بأبصارهم } أي ينظرون إليك نظرا شديدا يكاد أن يصرعك ويسقطك عن مكانك والباء إما للتعدية كالداخلة على الآلة أي جعلوا أبصارهم كالآلة المزلقة لك كما تقول عملت بالقدوم ، وإما للسببية أي بسبب عيونهم ، قال الزجاج : في الآية مذهب أهل اللغة والتأويل أنهم من شدة إبغاضهم وعداوتهم يكادون بنظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك . وهذا مستعمل في الكلام يقول القائل نظر إلي نظرا يكاد يصرعني ونظرا يكاد يأكلني ، قال ابن قتيبة : ليس يريد الله أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه . وإنما أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك كما قال الشاعر :
يتقاضون إذا التقوا في مجلس نظرا يزيل مواطئ الأقدام
وقيل : " أرادوا أن يصيبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش المجربة إصابتهم فعصمه الله وحماه من أعينهم فلم تؤثر فيه فنزلت هذه الآية " ؛ وذكر الماوردي أن العين كانت في بني أسد من العرب ؛ وفيه دليل على أن العين حق ، وقد رواه أبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ والحديث متفق عليه ( {[1620]} ) .
وأخذ بظاهر الحديث جماهير العلماء وقالوا إنه حق وإنه ليدخل الرجل القبر والجمل القدر ؛ وأنكره طوائف من المبتدعة ولا اعتداد بهم بعدما ورد في كلام النبوة وصح . قال الحسن : رقية العين هذه الآية ( {[1621]} ) .
{ لما سمعوا الذكر } أي وقت سماعهم القرآن لكراهتهم لذلك أشد كراهة ، ولما ظرفية منصوبة بيزلقونك . وقيل هي حرف وجوابها محذوف لدلالة ما قبلها عليه أي لما سمعوا الذكر كادوا يزلقونك { ويقولون } حسدا وتنفيرا عنه { إنه لمجنون } أي ينسبونه إلى الجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.