فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَحُمِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةٗ وَٰحِدَةٗ} (14)

{ وحملت الأرض والجبال } أي رفعت من أماكنها وقلعت عن مقرها بمجرد القدرة الآلهة أو بتوسط الزلزلة أو الريح العاصفة أو الملائكة ، وهذا الرفع بعد خروج الناس من قبورهم ، قرأ الجمهور بالتخفيف وقرئ بتشديد الميم للتكثير أو للتعدية .

{ فدكتا دكة واحدة } أو فكسرتا كسرة واحدة لا زيادة عليها أو ضربتا ضربة واحدة بعضهما ببعض حتى صارتا { كثيبا مهيلا } و { هباء منبثا } فلم يتميز شيء من أجزائهما عن الآخر ، وقيل بسطتا بسطة واحدة فصارتا { قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا } من قولهم أنداك سنام البعير إذ تفرش على ظهره ، وبعير أدك وناقة دكاء ومنه الدكان وهذه الدكة كالزلزلة .

قال أبيّ بن كعب في الآية تصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين وذلك قوله { وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة } قال الفراء ولم يقل فدككن لأنه جعل الجبال كلها كالجملة الواحدة ومثله قوله تعالى { إن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما } .