فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ} (27)

{ يا ليتها } أي ليت الموتة التي متها { كانت القاضية } ولم أحي بعدها ، ومعنى القاضية القاطعة للحياة ، والمعنى أنه تمنى دوام الموت وعدم البعث لما شاهد من سوء عمله ، وما يصير إليه العذاب فالضمير في " ليتها " يعود إلى الموتة التي قد كان ماتها وإن لم تكن مذكورة لأنها لظهورها كانت كالمذكورة .

قال قتادة : تمنى الموت ولم يكن في الدنيا شيء عنده أكره من الموت ، وشر من الموت ما يطلب منه الموت وقيل الضمير يعود إلى الحالة التي شاهدها عند مطالعة الكتاب ، والمعنى يا ليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضيت عليّ ، لأنه رأى تلك الحالة أشنع وأمر مما ذاقه من مرارة الموت .