اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ} (27)

ثُم يتمنَّى الموت ، ويقول : { يا ليتها كَانَتِ القاضية } .

فالضَّميرُ في «لَيْتهَا » قيل : يعود إلى الموتةِ الأولى ، وإن لم تكن مذكورة ، إلا أنها لظهورها كانت كالمذكورة .

و «القَاضِيَة » : القاطعةُ من الحياة ، قال تعالى : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاة } [ الجمعة : 10 ] ، ويقال : قُضِيَ على فلان ، إذا مات ، والمعنى : يا ليتها الموتة التي كانت القاطعة لأمري ، ولم أبْعَثْ بعدها ، ولم ألقَ ما وصلت إليه .

قال قتادة : يتمنى الموت ، ولم يكن في الدنيا عنده شيء أكره من الموت ، وشرٌّ من الموت ما يطلب منه الموت ؛ قال الشاعر : [ الطويل ]

4850 - وشَرٌّ مِنَ الموْتِ الذي إنْ لَقيتُهُ***تَمَنَّيتُ مِنْهُ المَوْتَ ، والمَوْتُ أعْظَمُ{[57804]}

وقيل : يعود إلى الحالة التي شاهدها عند مطالعة الكتاب ، والمعنى : يا ليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضت عليَّ .


[57804]:ينظر الرازي 30/100.