فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقّٗا} (26)

{ ثم شققنا الأرض } بالنبات الخارج منها بسبب نزول المطر { شقا } بديعا لائقا بما يخرج منه في الصغر والكبر والشكل والهيئة ، قال ابن عباس شقا عن النبات .

قال البيضاوي أسند الشق إلى نفسه تعالى إسناد الفعل إلى السبب ، وتبع في ذلك الزمخشري ، وقد رده في الانتصاف بأنه تعالى موجدة الأشياء فالإسناد إليه تعالى حقيقة ، وإنما ذكره الزمخشري اعتزالا فإن أفعال العباد مخلوقة لهم عنده ، ورده المدقق في الكشف بأنه ليس مبنيا على ما ذكر ، بل لأن الفعل إنما يسند حقيقة لمن قام به لا لمن أوجده ، فالاعتراض عليه ناشئ من قلة التدبر ، أفاده الشهاب .