فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ} (3)

{ وما يدريك } التفت سبحانه من الغيبة إلى خطاب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لأن لمشافهة أدخل في العتاب . أي أيّ شيء يجعلك داريا بحاله حتى تعرض عنه .

وجملة { لعله يزكى } مستأنفة لبيان أن له شأنا ينافي الإعراض عنه أي لعله يتطهر من الذنوب بالعمل الصالح بسبب ما يتعلمه منك لا من الشرك لأنه أسلم قديما بمكة ، فالضمير في لعله راجع على الأعمى ، وقيل هو راجع إلى الكافر أي وما يدريك أن ما طمعت فيه ممن اشتغلت بالكلام معه عن الأعمى أنه يزكى أو يذكر ، والأول أولى ، وكلمة الترجي باعتبار من وجه إليه الخطاب للتنبيه على أن الإعراض عنه مع كونه مرجو التزكي مما لا يجوز .

ومثل هذه الآية قوله في سورة الأنعام { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } وكذلك قوله : في سورة الكهف : { ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا } .